مسلسل سابع جار
مسلسل سابع جار من أكثر المسلسلات التي أحدثت صدى كبير، وردود أفعال عالية -سواء كانت إيجابية أو سلبية- ، وحصلت على نسبة مشاهدة عالية جداً في الآونة الأخيرة تجاوزت 3 مليون مشاهدة.
يعود هذا كله لدخول "سابع جار" في تفاصيل منازلنا بشدة، أو ربما لأن في الشخصيات كثيراً مما يشبهنا، ولأن في منازلهم مايشبه منازلنا.
تدور أحداث المسلسل في عمارة يسكنها 6 عائلات، وتدور أحداث القصة حول تفاصيل حياة هذه البيوت، إلا أن التركيز الأكبر على منزلين منهم "منزل لمياء وليلى" .
تبدأ أحداث المسلسل بوفاة زوجة اللواء عصمت وبالعزاء داخل العمارة، وما إن تبدأ كاميرا سابع جار بالتجول في منازل العمارة حتى يُكشف أول سبب لجذب سابع جار للمشاهدين.
منازل "سابع جار" تشبه منازلنا الشرقية كثيراً، ببساطتها ومن ناحية الديكور وطبيعة الأثاث وحتى الفوضى في غرفنا، وهذا ما جعل من أوائل التعليقات "حاسِّين انه المسلسل بيتصور ببيوتنا" .
أما السبب الثاني لجذب المشاهدين هو الشكل الذي ظهرت به الشخصيات، أبطال مسلسل "سابع جار" واقعيين جداً في أشكالهم، -عمل كهذا يُظهر الحياة داخل المنازل وتشترك في كثير من تفاصيلها المنزل العربية بشكل عام مع المصرية- كان يميزهم الشكل الطبيعي لأهل المنزل، الشعر المنكوش أو المرفوع بطريقة غير متناسقة غالباً في البيت، وجوهنا التي تخلو من مساحيق التجميل، ملابسنا و حتى "بجاماتنا" العادية وغير المتناسقة -في كثير من الأحيان-، طريقة جلوسنا في المنزل أمام التلفاز، كل هذه الأمور كانت كفيلة بجذب عين المشاهد جداً لواقعية الحياة داخل المنازل، وليس كما في باقي الأعمال الدرامية "تستيقظ البطلات من النوم بـ Full Makeup وتتجول بالغرف بكعب 12 سم وبفستان المناسبات "
من الأمور الواقية أيضاً في سابع جار هي طريقة تعامل العائلة مع بعضها أو المشاكل اليومية داخل البيوت، صراخ الأم على أبنائها لمساعدتها، الجمل التي تستخدمها الأم مثل "أنا حخرج من البيت ومش حتعرفوا توصلولي"، طريقة رد الأبناء على الأم، مشاكل الإخوة ومشاكل الأزواج.
هذه الأسباب السابقة من وجهة نظري كانت كفيلة بجعل ليس فقط المجتمع المصري بل وحتى العربي ينتظر حلقات هذا المسلسل .
منازل عمارة سابع جار:
1- منزل لمياء "دلال عبد العزيز"
-لمياء : أم وربة منزل بامتياز، الأم التي كرّست حياتها للاهتمام بأبنائها ورعايتهم والخوف عليهم، هدفها الأكبر بالحياة هو تزويج بنتيها "دعاء وهبة"- دعاء : البنت الكبرى للمياء، دكتورة تحاليل طبية، ملتزمة دينيا، هدفها الأول هو الزواج، متشددة في انتقاء عريسها، يهمها بالبداية أن يكون ملتزما دينياً، ولا تنتبه إن كانت متوافقة معه أو متفاهمين معاً ومناسبين مما يوقعها في مشاكل كثيرة.
- هبة : البنت الوسطى للمياء، تخرجت من كلية الآثار ولم تعمل، ضائعه لا تعرف ماذا تريد، فتاة غير تقليدية، تبحث عن عمل لا تعرف ما هو، معاييرها في الحياة خاطئة لأنها لا تعرف ماذا تريد .
- عبد الرحمن : الابن الأصغر للمياء، طالب مدرسة .
2- منزل ليلى - أخت لمياء "شيرين"
- ليلى: أم عاملة ومتزوجة من مجدي الذي يتركها بالشهور بسبب الديون والمشاكل المادية التي يوقع نفسه فيها، ويعود إليها لأنه يحتاج نقوداً بسبب النصب الذي يقوم به، لكنهما متحابين جداً.- هالة: البنت الأكبر لـ ليلى، مديرة في إحدى الشركات، متعقِّدة من والدها وهذا مايدفعها إلى رفضها الزواج قطعيّاً، لكن خوفها من أن لا تصبح أماً وقد بلغت 35 عاماً يجعلها تتزوجها من زميلها بالعمل "م.علي" بعد الاتفاق أن هذا الزواج سينتهي حين تصبح حامل.
- هند : البنت الصغرى لليلى متزوجة من فؤاد ولديها ولد، تعيش على "ظهر أمها" زوجها لا يعمل، ويعتبر مجدي والدها قدوة له.
3- طارق ونهى
- طارق: زوج بيتوتي، يحب زوجته وأبناءه جداً، موظف في بنك، بينه وبين نهى مشاكل عديدة بسبب إهمالها له تصل إلى الطلاق، لكنهما يتراجعان في نفس اليوم الذي اتفقا فيه على الذهاب للمحكمة للطلاق.- نهى : أم وربة منزل، كل همها هو ابنيها وتعليمهما، ومصاريف المدارس والمنزل، مما يجعلها تهمل طارق ويتسبب لها بالكثير من المشاكل معه.
4- عمرو وجيلان .
زوجان موسيقيّان، عمرو أناني، لا يعمل لأنه لا يرى في الوسط الفني ما يناسب اسمه الكبير، صامت أغلب الوقت، رافض لفكرة الإنجاب على الرغم من أنه يحب زوجته جداً، مما يصل بهما إلى الطلاق على الرغم من الحب الكبير بينهما.5- مي
مهندسة ديكور متحررة، تعيش لوحدها في المنزل الذي جعلته شركة، كانت تحب جارها منذ طفولتها، لكن لتحررها رفضها أهله.6- اللواء عصمت وكريمة
عصمت لواء متقاعد توفيت زوجته في بداية الأحداث، له ابن وحيد، يعيش بعيداً معه لظروف عمله، تحضر كريمة لخدمته والاعتناء به ، فتتعامل معه كأنه والدها، وتغير كثير بحياته، إلى أن يموت في نهاية الحلقات، فتشعر أنها خسرت كل من لها في الحياةتقسيم عرض الحلقات:
مسلسل سابع جار والذي استمر عرضه على مدار خمسة شهور تقريباً، لم تستمر حلقاته على نفس السياق طوال الفترة، بل تقسّمت إلى ثلاثة أجزاء، كان لكل منها خصوصيته بما تم عرضه، وحتى بردود لإعال الناس عليه .القسم الأول "قسم اللافهم مع الإعجاب"
في مجموعة الحلقات الأولى من سابع جار، أغلب المشاهدين كانوا يبحثون عن القصة، ومع ذلك أسباب شد الانتباه جعلتهم يستمرون في المتابعه.في بداية الحلقات لم تكن هناك حبكة، كانت مجرد عرض للحياة اليومية التي يعيشها سكان العمارة، المشاكل داخل البيوت، المظهر العادي والطبيعي الذي ظهر به أبطال المسلسل جعل حتى التفرقة بينهم في بداية العمل صعبة "من كان يفرق بين مي وجيلان مثلا؟ " وربما استمرت هذه الحالة إلى أكثر من 5 حلقات، لكن لإحساس المتابع أن ما يُعرض هو مايحدث بداخل منزله استمر الجميع بالمتابعة بل واستمتع بها، وهذا ما جعل عدد المشاهدة لهذه الحلقات بمعدل 3 مليون للحلقة الواحدة.
القسم الثاني "قسم الإنكار والغضب"
في المجموعة الثانية من الحلقات والتي تصل للحلقة 47 كانت تتنافى مع الجملة المتكررة في إعلان المسلسل على قناة CBC "الدراما العائلية تعود من جديد" كمية المشاكل المختبئة خلف أبواب منازل العمارة بدأت تظهر، المشكلة لم تكن في ظهورها، المشكلة كانت في ظهورها مرة واحدة وتركّزها .مي وعلاقتها الغير شرعية بـ "أحمد" وحملها منه، هبة وزيارتها لمنزل "شريف"، هالة وعرضها الزواج على المهندس علي، وفي النهاية الخيانة المتوقّعة من "طارق" لنهى . كل هذه المشاكل والتي ظهرت فجأة، وبعمل درامي واحد، كانت أكبر من استيعاب المشاهد، الذي رتّب نفسه أنه يشاهد مسلسلاً يصور من منزله.
من وجهة نظري أن كل هذه المشاكل موجودة، ربما بنسبة قليلة، لكن هذا لا ينفي وجودها، والعديد من الأعمال الدرامية عرضتها، لكنها لم تكن بهذا التركيز، "سابع جار" وضع في كل منزل مشكلة، وعرض تفاصيل هذه المشكلة، مما أثار غضب المشاهد، وبدأت ردود الأفعال تتحوّل من إيجابية لسلبية، عدد المشاكل الكبير والتركيز في عرضها والتدرج من البداية لماذا حصلت هذه المشكلة، وكيف حصلت، وتفاصيل المشكلة، جعلت العمل يضعف في عين المشاهد، خاصة أن المشاكل كانت متزامنة.
"سابع جار" لم يكن هناك أبطال بالدرجة الأولى، بل كان كل منزل أو كل عائلة تمثّل بطلاً بشكل خاص، لذلك كان لا بد من وجود 6 مشاكل رئيسية بالعمل.
وبالرغم من أن أغلب المشاكل هي مشاكل كارثية من أخلاق وقيم يُفترض بـ "دراما عائلية" أن لا تتواجد فيها، أو أن تتواجد بنسبة أقل، إلا أن المشكلة في العرض كانت أن هذه المشاكل تحصل معاً في نفس الوقت، مما جعل المشاهد يُصدم وينفي وجود هذه المشاكل، ومن وجهة نظري الحق مع المشاهد، فكل هذه المشاكل لا تتواجد في مكان واحد وزمن واحد، وربما كان من الأفضل توزيعها على 68 حلقة بدلاً من تركيزها، وإزالة واحدة على الأقل من المشاكل الكبيرة أو ترحيلها لجزء آخر.
القسم الثالث "التصليح أو رد الاعتبار"
ربما كان القسم الأخير من "سابع جار" هو الأفضل، القسم الذي كان به حل المشاكل، الوقفة مع النفس، وتصليح الأخطاء.الجيد أن هذا القسم عُرِض بعد توقف حوالي شهر ونصف للعمل، ارتفعت نسبة المشاهدة مرة أخرى لتصل لأكثر من 2.5 مليون للحلقة الواحدة.
بدأت ردود أفعال الناس تتحسن، لأن الأحداث كانت تسير نحو الإصلاح. في المشهد الأخير من "سابع جار" اجتمع سكان العمارة معاً في منزل "لمياء" وكل منهم قد استطاع حل مشاكله والعودة للصواب.
الغريب أن لهذا العمل جزء ثانٍ وثالث لم يبدأ تصويرهما بعد، أما الأغرب أن الأغنية التي أنتجت من تفاصيل قصة المسلسل
"في ناس "هاني عادل -عمرو- وياسمين نيازي"لم تحصل على حقها من الانتشار .
ساجدة اشريم
تعليقات
إرسال تعليق